fbpx

ما هو علم التاريخ؟ وما هي أقسام التاريخ؟

0 1٬667

تعريف عالم التاريخ:

علم التاريخ أحد العلوم الاجتماعية التي تعنى بدراسة الماضي البشري، ويقوم المؤرخون بدراسة الوثائق عن الحوادث الماضية، وإعداد وثائق جديدة تستند إلى أبحاثهم. وتسمى هذه الوثائق، أيضًا، تاريخًا.

ترك القدماء العديد من الآثار، بما في ذلك التقاليد، والقصص الشعبية، والأعمال الفنية، والمخلفات الأثرية، والكتب والمدونات الأخرى. يستخدم المؤرخون كل تلك المصادر، ولكنهم يدرسون الماضي بشكل رئيسي، في ضوء ما هو مدوّن في الوثائق المكتوبة، لذا فإن التاريخ أصبح مقصورًا بصفة عامة على الحوادث الإنسانية، منذ تطور الكتابة قبل نحو خمسة آلاف سنة مضت.

يدرس المؤرخون كافة مظاهر الحياة الإنسانية الماضية، والأحوال الاجتماعية والثقافية، تمامًا مثل الحوادث السياسية والاقتصادية. ويدرس بعض المؤرخين الماضي وصولاً لفهم آلية تفكير وعمل الناس على نحو أفضل، في الأزمنة المختلفة، بينما يبحث الآخرون عن العبَر المستفادة من تلك الأعمال والأفكار، لتكون موجهًا للقرارات والسياسات المعاصرة. على أية حال، يختلف المؤرخون في الرأي حول عبَر التاريخ. وهكذا، فإن هناك العديد من التفسيرات المختلفة للماضي.

أصبح التاريخ ميدانًا للدراسة في العديد من المدارس خلال القرن التاسع عشر، فاليوم، ومن خلال دراسة تاريخ العالم في المدارس، تتم دراسة الماضي عن طريق الكتب بوصفها مصدرًا رئيسًا، ومن خلال نشاطات مماثلة أيضًا، كالرحلات الميدانية للمواقع الأثرية وزيارات المتاحف. ويحرص عدد كبير من الشعوب على تدريس تراثها القومي في المدارس لإنماء شعورها الوطني. وهكذا، يستخدم التاريخ، لا من أجل إخبار التلاميذ عن الكيفية التي تطوَّرت بها الحياة القومية، وإنما من أجل تبرير المُثُل والمفاهيم القومية ودعمها.

أقسام التاريخ:

تُمّثِل الحقَب الزمنية التقسيمات الرئيسية في دراسة التاريخ، إذ يقسم المؤرخون التاريخ الغربي إلى ثلاثة أزمنة هي: 1ـ العصور القديمة من 3000 ق.م- 400م. 2ـ العصور الوسطى من 400 – 1500م. 3ـ العصور الحديثة من 1500م حتى الوقت الحاضر.

يمكن للعلماء بالمقابل، تقسيم تلك الحقب (الأزمنة) إلى فترات أكثر قصرًا، على سبيل المثال يمكن للمؤرخين أن يدرسوا قرنًا خاصًا، أو حقبة محدودة مثل العصور العليا (القرن الثالث عشر الميلادي) أو عصر العقل.

ساعد تقسيم التاريخ إلى حقب المؤرخين على تنظيم وتركيز دراساتهم. غير أنَّ هذا التقسيم قد يؤدي إلى تشويه الشواهد المقدمة من قبل التاريخ. فقد ظنّ المؤرخون زمانًا أنَّ العصور الوسطى في أوروبا حقبة للمعتقدات الخرافية والفوضى، جاءت بين حقبتين من التاريخ، وقد حالت وجهة النظر هذه دون إدراك أن العصور الوسطى كان لها حيويتها الخاصة التي تشكل الأسس للحضارة الأوروبية الحديثة.

يستخدم تقسيم التاريخ إلى عصور قديمة، ووسطى، وحديثة، للمجتمعات الأوروبية فقط، بينما تعتمد أعمال المؤرخين الذين يدرسون المجتمعات الآسيوية أو الإفريقية، على تقسيمات مختلفة كليًا. وكذلك تتباين طرق التأريخ لأن المجتمع الغربي يستخدم ميلاد السيد المسيح فاصلاً زمنيًا، تسمى السنوات الواقعة قبله قبل الميلاد، والتي بعده تسمى ميلادية. ويؤرخ المسلمون بهجرة النبي محمد بن عبدالله ³ من مكة إلى المدينة المنورة (622م) معتمدين على الأشهر القمرية ومتخذين من شهر محرم أول شهور سنتهم. انظر: التقويم الهجري.

أما التقسيم على أساس الشعوب، فيتضمن على سبيل المثال، دراسة تاريخ العرب، والأوروبيين، والبريطانيين، والفرنسيين، والأمريكيين، والصينيين.

يُمكِّن التقسيم حسب الموضوعات، المؤرخين من التعامل مع مظاهر خاصة من النشاط البشري في العصور الماضية، فقد يدرس العديد من المؤرخين الاقتصاد والاجتماع والتاريخ الفكري، بالإضافة لدراسة التاريخ السياسي التقليدي. ويركِّز بعض المؤرخين على مواضيع متخصصة مثل تاريخ العلم، أو تاريخ مجموعة عرقية، أو تاريخ مدينة، وهذا الجانب برز بشكل ملفت للنظر في التأريخ الإسلامي حيث انصرف العديد من المؤرخين العرب الإسلاميين لوضع تواريخ خاصة بالعديد من المدن مثل: تاريخ مكة المكرمة، دمشق، بغداد، القاهرة… إلخ.

المصدر: موسوعة المعرفة

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.